من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
shape
كلمة في معهد سلاح المدرعات
5288 مشاهدة print word pdf
line-top
كلمة في معهد سلاح المدرعات

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصَحْبِهِ وسلم تسليما كثيرا.
أيها الإخوة في الله، يطيب لنا في هذه الساعة أن نستضيف ونسعد باللقاء مع فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الداعية المعروف، نشكر الله تعالى على أن جمعنا به في هذه الساعة، ونسأل الله تعالى أن يجزيه عنا خير الجزاء، وأن يجعل ذلك في موازين حسناته وحسناتنا يوم نلقاه، وأن يمد بعمره وأعمارنا على طاعته، فباسم قائد جناح سلاح المدرعات العميد الركن علي بن زيد خراجي وباسمكم جميعا نُرَحِّبُ بفضيلة الشيخ، واسمحوا لي أيها الإخوة أن أُسْمِعَكُمْ شيئا من سيرته:
ولد -حفظه الله- في مدينة القويعية عام اثنين وخمسين وثلاثمائة وألف للهجرة، استظهر القرآن الكريم، ثم درس النحو ومبادئ علوم الدين في مدينته، ثم انتقل بعد ذلك إلى مدينة الرياض وانتظم في معهد إمام الدعوة العلمي وتخرج منه، وأتم دراسته بالحلقات العلمية على يد سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم وسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمهم الله جميعا، ومن ثَمَّ التحق بالمعهد العالي للقضاء، وحصل على درجة الماجستير عام تسعين وثلاثمائة وألف للهجرة.
عمل مدرسا بمعهد إمام الدعوة، ثم مدرسا بكلية الشريعة بالرياض حتى انتقل إلى رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وعمل فيها عضوا للإفتاء، وذلك من سنة ألف وأربعمائة واثنتين من الهجرة، ثم بعد ذلك تَفَرَّغَ للدعوة والتجول في الجزيرة والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى. له مشاركات عدة في البحوث العلمية، وشرح كثير من المناهج الدراسية والتعليق عليها.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيه خير الجزاء، وأن يُمِدَّ بعمره وأعمارنا على طاعته، ونترك المجال لفضيلة الشيخ لنتحف هذه الساعة معه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

line-bottom